ورقة خلفية - جلسة طاولة مستديرة (3) استئناف المساعدات الأمريكيّة لفلسطين في عهد بايدن: خَمْر عتيقة فِي زِقَاق عَتِيقَة
تابع معهد أبحاث السيّاسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس)عن كثب مستجداّت التحّولات المزُلّزلة الّتي عصَفت بالسياسة الأمريكية الخاصة بالمساعدات الأمريكيية لفلسطين وشكلها وم حُددّاتها السييّاسييةّ، لا سيمّا بالمقارنة بالنسقِ الّتي أرسُيت لها حتى إدارة أوباما , إذ تفاقمت الأوضاع أثر إنهاء المساعدات الأمريكية المباشرة والراّسخة للسلطة الوطنية الفلسطينيةّ بموجب تشريعات صارمة لمكافحة الإرهاب (التي شملت حتى التعّاون في مكافحة الإرهاب) - بإنهاء إدارة ترامب للمساعدات الإنسانيةّ والإنمائية للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتال الإسرائيلي، بما في ذلك المسُاعدات الخاصة بوكالة الأمم المتحدةّ لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى(الأونروا) — الوكالة المسؤولة عن محنة ملايين اللّجئات واللّجئين الفلسطينيين (ماس، 2019). ما زاد الطّين بلّة إقدام الولايات المتحدةّ في عام 2019 على طرح رؤيتها الظالمة «السام من أجل الازدهار » في محاولة لرسم المستقبل الاقتصادي لفلسطين والمنطقة، ولدت من رحم وجهة نظر سياسيةّ واقتصادية نيوليبرالية واستعماريةّ جديدة محُاكة في تل أبيب بشأن مصير المصالح الفُضلى للشعب الفلسطيني، حملت «الصفّقة » طرحا كان ي ُراد به تطبيع وادامة الاحتال الإسرائيلي لفلسطين وإنهاء صراعِ الشعب الفلسطيني الّذي مضى به منذ قرن من الز مّان من أجل تقرير مصيره الوطني (ماس، 2019 ).
في نهاية المطاف، ارتطم هذا التحّول غير المسبوق في السيّاسة الأمريكية بصخور الرفّض الصارم لمنظّمة التحّرير الفلسطينيةّ، عدا عن من ثنى عليه من تصدعّات بنوية، فضاً عن رحيل المؤيدين الأمريكيين والإسرائيليين لهذا الطّرح عن المشهد السيّاسي.