التكيف المجتمعي: التدمير الديموغرافي الممنهج وديناميكيات سوق العمل في قطاع غزة - ملخص سياساتي (4)
تعد الحرب القائمة على قطاع غزة، التي يشنهّّا الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023 ، واحدة من أكثر الحروب تدمير وفتك في التاريخ الحديث. فقد أسفر هذا التصعيد عن مستويات غير مسبوقة من الدمار طالت المدنيين والبنية التحتية الحيوية، ما أدى إلى نزوح واسع النطاق وخسائر في الأرواح. ولم يسُُفر ذلك عن كارثة إنسانية فحسب، بل أدى أيضاً إلى تدمير ممنهج للأنشطة الاقتصادية. وحتى قبل هذه الحرب، كان قطاع غزة يعاني هشاشة بنيوية مزمنة نتيجة الحصار طويل الأمد وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. ومع توقف معظم الأنشطة الاقتصادية بفعل الدمار والتصعيد العسكري، تعمقّّت الاختلالات الهيكلية في سوق العمل بشكل غير مسبوق. وقد تمثلّّت هذه الاختلالات في تآكل فرص التشغيل، وتراجع معدلات المشاركة الاقتصادية، وانكماش كبير في القطاعات الإنتاجية، لا سيمّّا تلك التي تعُُد مصدر دخل رئيسي لآلاف الأسر في قطاع غزة.
يرتكز هذا الملخص السياساتي على معطيات دقيقة تكشف الكيفية التي أفضى بها التهجير القسري، والفقد الجماعي للأرواح، وتمزق النسيج المجتمعي -لا سيما فيما يطال أوضاع النساء والأسر- إلى اختلال بنيوي عميق في سوق العمل في قطاع غزة. كما يسلطّّ الضوء على الكيفية التي أظهر بها سكان قطاع غزة، وخاصة النساء والشباب الأسر النازحة، مرونة ملحوظة من خلال العمل غير الرسمي والتضامن المجتمعي واستراتيجيات التكيفّّ. وتشكل هذه النتائج أساس للتدخلات السياسية العاجلة الهادفة إلى تحقيق الاستقرار وإعادة البناء وإضفاء الطابع الإنساني على سوق العمل في غزة.