الفقر متعدد الأبعاد في قطاع غزة ماذا يمكن للسياسات أن تفعل؟
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر العشرين، أظهرت البيانات الأخيرة أن الأهداف الإسرائيلية العسكرية قد بلغت مستويات تدميرية غير مسبوقة، مستهدفة كل جوانب الحياة الحيوية للمجتمع الغزي. وقد ترك هذا الدمار المادي الشامل، بالإضافة إلى الحصار الخانق، الفلسطينيين في قطاع غزة أمام فرص بقاء ضئيلة للغاية، حيث تتأثر جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية الحيوية، مما يرجّّح أن يصبح السكان بأكملهم فقراء فقرا متعدد الأبعاد لسنوات قادمة.
كانت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر متعدد الأبعاد ) 2023 - 2030 (، قد وضعت هدفا يتمثل في خفض مستوى الفقر متعدد الأبعاد بنسبة 50 %، من 24 % إلى 12 % بحلول عام 2030 )وزارة التنمية الاجتماعية، 2023 (. ومن المرجح أن تؤدي الوقائع الجديدة التي يفرضها العدوان المستمر والمدمر إلى تحولات في أهداف هذه الأجندة، نتيجة للزيادة في المعدلات المرتفعة بالأساس للفقر متعدد الأبعاد في قطاع غزة. إن فهم المحاور الأساسية للفقر متعدد الأبعاد، والجهات الفاعلة الرئيسية فيه، بالإضافة إلى سياقه التاريخي في قطاع غزة، أمر ضروري لقياس المستويات الحالية والمستقبلية لهذا النوع من الفقر، فضلاًً عن توفير تدخلات هادفة وضرورية.
وعليه، تهدف ورقة الخلفية هذه إلى تقديم لمحة موجزة عن الفقر متعدد الأبعاد في قطاع غزة لتحفيز النقاش حول واقعه الحالي والتحديات التي تواجه تخفيفه في أعقاب العدوان. وتبدأ الورقة بتقديم مقدمة نظرية وتجريبية حول الفقر متعدد الأبعاد، ثم تستعرض الفقر متعدد الأبعاد في فلسطين، بما في ذلك منهجيته وقياسه والجهات الفاعلة فيه ومؤشراته قبل العدوان. بعد ذلك، تقدم الورقة لمحة عامة عن الفقر متعدد الأبعاد في خضم العدوان، وتطرح مواضيع للنقاش حول التحديات وسياسات تخفيف الفقر متعدد الأبعاد في أعقاب العدوان.