رسالة المدير العام لأصدقاء وشركاء (ماس )

03 كانون الثاني 2023

السادة أصدقاء وشركاء "ماس" الأعزاء،

مع نهاية العام 2022، تود أسرة معهد "ماس" أن تعرب عن خالص أمنياتها للأصدقاء والشركاء بعام جديد سعيد يعم فيه الأمن والسلام، وأن تتقدم بجزيل امتنانها لجميع المنظمات الإنسانية والتنموية التي لم تثنها الصعوبات عن مواصلة العمل على برامجها لمساعدة الشعب الفلسطيني. برغم ما شهده العام 2022 من بعض مظاهر التعافي والاستقرار بعد عامين مليئين بالهزات، إلا أن الاقتصاد الفلسطيني بقي يعاني من وطأة نفس القيود والاختلالات الهيكلية التي قيدته لأكثر من خمسة عقود مضت. كما أظهرت السنوات الخمس والعشرون الماضية، لم تكن المرحلة "الانتقالية" الحالية للحكم الذاتي الفلسطيني سوى حل مؤقت وغير جذري للمعيقات الرئيسية التي تقوض التنمية في فلسطين. يبحث تقرير أصدره المعهد هذا العام بعنوان "آفاق التنمية في فلسطين، الصمود في وجه العاصفة" في أسبار المآزق الكامنة وراء التشوهات الاقتصادية وعجز التنمية الاجتماعية وتعثر الحوكمة. والذي ننصحكم بشدة بقراءته إذا لم تسنح لكم الفرصة لذلك بعد.

 

 أفاق التنمية في فلسطين, الصمود في وجه العاصفة

 

كما يمكننا أن نجزم جميعا، فإن الأفق السياسي لم يزدد قتامة فحسب، إنما ينذر بإعصار قادم. فوجود المؤسسة الإسرائيلية الآن تحت قيادة أكثر القوى تطرفاً، ما هو إلا إعلان عن سياسة استعمارية استيطانية غير مسبوقة، تسعى لتهويد البلاد من الجليل وحتى النقب، ناهيك عن إحكام السيطرة على ثلثي أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية.

مع حلول العام الجديد، لا يسعنا إلا أن نذكر بالحكمة التقليدية المعروفة لنا جميعا، وهي أن إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة سيظلان المطلب الأساسي والرئيسي لدفع عملية التنمية في فلسطين قدما. أي شيء يمكن لأي منا القيام به لتحقيق هذه الغاية يعد ضروريا. على الرغم من الآفاق المبهمة للعام المقبل، على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي، نتطلع للعمل مع شركاء التنمية ومواصلة إنتاج البحوث التحليلية ذات الجودة المتميزة حول خيارات السياسات الاقتصادية التي يمكن لصناع القرار الفلسطيني والفاعلين في القطاع التنموي والاقتصادي الفلسطيني وضعها موضع التنفيذ.

 

رجا الخالدي

مدير عام معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس)

بتاريخ: 27/12/2022