ماس يناقش آليات فعالة لتوفير خدمات تعليمية وصحية شاملة للفلسطينيين في القدس الشرقية
رام الله، الأربعاء 25 أيلول 2024: عقد معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) لقاء طاولة مستديرة بعنوان "آليات فعالة لتوفير خدمات تعليمية وصحية شاملة للفلسطينيين في القدس الشرقية" بمشاركة مجموعة من المختصين وذوي الخبرة والمهتمين، وجاهياً في مقر المعهد وعبر تقنية الزووم. أعد الورقة الخلفية خبيرة التنمية الاستراتيجية نداء قمحاوي، وقدم كل من الدكتور أشرف الأعور وزير شؤون القدس، والدكتور راسم خمايسة من جامعة حيفا، والدكتور ماهر عواد مدير مديرية صحة محافظة القدس، والسيد عبد القادر الحسيني رئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني مداخلاتهم وتعقيباتهم على ورقة النقاش.
افتتح الجلسة السيد مسيف مسيف، منسق البحوث في ماس، مؤكدا على أهمية الموضوع. وذكر أن موضوع هذه الورقة يأتي ضمن أولويات المعهد فيما يتعلق بالقدس وبخاصة الصحة والتعليم، وذكر مسيف أن المعهد أعد سابقاً عدداً من الدراسات المتعلقة بالقدس، وقدم مسيف شكره لمؤسسة مؤسسة هاينريش بول (فلسطين والاردن) التي دعمت هذا اللقاء وعدد من اللقاءات الأخرى للعام 2024، وأشار إلى أن المعهد سيعمل على إعداد ورقة سياسات بعد الجلسة ورفع توصياتها للجهات الرسمية المعنية.
بينت قمحاوي أن الورقة تبحث في التحديات الصعبة التي تواجه أنظمة التعليم والرعاية الصحية في القدس الشرقية على مختلف الصعد، خاصة في المجتمعات الفلسطينية، قبل وبعد شن الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وذكرت قمحاوي أن هناك عدد من التحديات التي تواجه خدمات التعليم في القدس خاصة فيما يتعلق بالسياسات التمييزية والإدارية، وعدم كفاية البنية التحتية وتقادمها، والاضمحلال الثقافي وصراع الهوية، الفصل المكاني والفجوات التعليمية، بالإضافة إلى الحوكمة والسلطة المجزأة، أما فيما يتعلق بالتحديات الصحية، قالت قمحاوي أن هناك أنظمة رعاية صحية مجزأة، ونقص في التمويل المستدام، وقصور في البنية التحتية وفجوات في الرعاية الصحة، وغيرها العديد من التحديات التي تواجه هاتين الخدمتين.
أوصت الورقة الخلفية على ضرورة تطوير منهج فلسطيني موحد يراعي البيئة السائدة، وضرورة الابتكار الاجتماعي والمشاركة المجتمعية، والمبادرات التعليمية الشعبية، كما دعت الورقة إلى الاستفادة من نماذج الرعاية الصحية اللامركزية، وتعزيز حلول الرعاية الصحية المجتمعية التكيفية اللامركزية.
بدوره أكد خمايسة على ضرورة توحيد الجهود التنسيقية للتعليم في مناطق القدس والتوجه الى استثمارات في التعليم وتطوير المناهج الفلسطينية ومجابهة أسرلتها، وهذا يتطلب العمل على اعداد خطط استراتيجية وطنية شاملة وممولة من كلفة الجهات المحلية والدولية. كما بين أن التعليم حق للمقدسيين وهو مسؤولية دولة الاحتلال بالقانون الدولي، الا أن الاحتلال يهمل الانفاق عليه ويضعه في اخر سلم الاولويات الانفاقية، بالإضافة الى ان الاحتلال يجابه المناهج الفلسطينية بشكل ممنهج ويسعى الى ترهل حالة التعليم في القدس الشرقية.
فيما تطرق وزير شؤون القدس إلى معركة صراع الهوية في التعليم للمقدسيين، وبين أن الاحتلال يحاول بالترغيب والترهيب شطب الهوية العربية والفلسطينية، وذكر أن هناك استراتيجية وطنية فلسطينية لمواجهة الخطط الإسرائيلية خاصة فيما يتعلق بالتمسك بالمنهاج الفلسطيني، ودعم المدارس، وعمليات التوعية للمقدسيين، كما أوضح أن مخططات الاحتلال لم تنجح حتى الان في حرف مسار النظام التعليمي ومخرجاته. واقترح مبادرة لتوفير العلاج الطبي للمصابين في قطاع غزة في مستشفيات القدس.
أشار عواد في مداخلته إلى التوزيع الجغرافي لمؤسسات القدس ما بين القدس الشرقية والغربية وما هي داخل الجدار وخارجه، وقال إن هناك 45 مدرسة في القدس تابعة للأوقاف، وقال إن طواقم وزارة الصحة عملت على توفير فحوصات والتطعيم لطلبة المدارس، إلا أنه في آخر ست سنوات وبسبب ممارسات الاحتلال منعت هذه الطواقم من تقديم خدماتها الصحية، ولتسهيل إمكانية الوصول لخدمات المستشفيات الموجودة في القدس عملت هذه المستشفيات على توفير مراكز خارج الجدار لتسهيل تقديم الخدمات الطبية.
بدوره قال الحسيني لا يوجد مبرر للاستسلام فتبني سياسة منهاج هجين هو عبارة عن استسلام، وأضاف هناك 38% من سكان القدس هم فلسطينيين وهي كتلة كبيرة، وان ثلث هؤلاء السكان خارج الجدار، وفي سياق مجابهة مخططات الاحتلال يجب أن تلعب هذه الكتلة السكانية دورا كبيرا في صياغة المشروع الوطني، وقال إن إسرائيل تستهدف الهوية من خلال المناهج، بحيث أن إسرائيل تسعى لتعليم منهاج مزور او محرف. ودعا للتمسك بالمناهج الفلسطينية وعدم التوجه لقبول أي مناهج غير الفلسطيني، وإلى ضرورة دفع رواتب المعلمين وعدم خصم أي جزء من رواتبهم، وإلى ضرورة تنظيم هؤلاء العاملين في هذه القطاعات خاصة فيما يتعلق بالنقابات. وقال إن ما ينطبق على التعليم ينطبق على الصحة في هذا الخصوص. وطالب الحسيني بضرورة أن يكون لاتحاد المعلمين ونقاباتهم دور أكثر فاعلية، لان المسؤولية تقع على عاتق الجميع.
بينما أجمع الحضور على أهمية الموضوع، وأكدوا على ضرورة أن يتم دراسة هذا الموضوع بتمعن، وأنه موضوع استراتيجي يجب الاهتمام به، وإلى ضرورة إعادة النظر بالتوصيات، وأن التشخيص الموجود كافي لتقديم توصيات عديدة في هذا المجال، ودعا المشاركين إلى ضرورة البحث عن تمويل، وضرورة توفير مؤسسات تقفز عن الإدارة المدنية والعسكرية في القدس.
لقرائة الورقة : آليات فعاّّلة لتوفير خدمات تعليمية وصحية شاملة ع للفلسطينيين في القدس الشرقية