آليات فعاّّلة لتوفير خدمات تعليمية وصحية شاملة ع للفلسطينيين في القدس الشرقية
تبحث الورقة بين يدي القارئ في التحديات الصعبة التي تواجه أنظمة التعليم والرعاية الصحية في القدس الشرقية على مختلف الصعد، خاصة في المجتمعات الفلسطينية، قبل وبعد شن الحرب على قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023 . كما تبحث في السياسات التعليمية للحكومة الإسرائيلية، التي تسعى لدمج مدارس القدس الشرقية في إطار الدولة الإسرائيلية من خلال تعزيز المناهج الإسرائيلية. وقد انتقدت هذه السياسة لعملها على طمس الهوية الثقافية والوطنية الفلسطينية، وتخصيص الموارد اللامتكافئ، وزيادة معدلات التسرب المدرسي بين الطلاب الفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك، تتعمق الورقة في تدهور النظام الصحي في القدس الشرقية، والذي تفاقم بسبب الحرب الجارية، حيث تعاني المرافق الصحية والعاملين في القطاع من ضغوط شديدة بسبب نقص التمويل وأعمال العنف، والوصول المحدود إلى الخدمات الأساسية. وقد أدى استمرار الصراع إلى تفاقم هذه الظروف القائمة مسبقا، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى نهج أكثر شمولية لقطاعي التعليم والرعاية الصحية يراعي الهوية الثقافية للفلسطينيين ويعالج أعمال التمييز واللامساواة الممنهجة.
تستند التحليلات الواردة في الورقة لتقارير ودراسات مختلفة من مصادر موثوقة، والتي تؤكد على التعقيدات التي تخلقها السياسات الحالية وتبعاتها على المدى الطويل على السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية. على ضوء التحديات السياسية والقانونية المعقدة المحيطة بتوفير الخدمات التعليمية والصحية في القدس الشرقية، هناك حاجة ملحة للحوار والتعاون بين الفلسطينيين والمنظمات الدولية العاملة في المنطقة. ينص القانون الدولي على أن القدس الشرقية هي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين على الأرض، تم ضمها إلى دولة إسرائيل، وهو وضع يفرض عقبات فريدة من نوعها أمام ضمان الوصول العادل إلى التعليم والرعاية الصحية لسكانها.
من شأن الانقسامات السياسية، والنزاعات القانونية، والتعقيدات الإدارية أن تعيق الجهود الرامية لتطوير آليات فعّّالة لخدمات شاملة. لذا، تعد حلقة النقاش هذه فرصة قيمة لأصحاب المصلحة للقاء وتبادل الأفكار والرؤى لاستكشاف حلول مبتكرة للتصدي لهذه التحديات. حيث تسعى هذه المبادرة من خلال تعزيز الحوار والتعاون، للوصول لفهم أعمق حول القضايا المطروحة، وتحديد المصالح المشتركة، ووضع استراتيجيات منسقة لتعزيز الخدمات التعليمية والصحية لسكان القدس الشرقية. من شأن توحيد الجهود والالتزام المشترك بالشمول والمساواة أن يساعدا في التغلب على المعيقات السياسية وتعزيز حقوق ورفاه الفلسطينيين كافة في القدس الشرقية.