كيف نقرأ الإفرازات الاقتصادية والاجتماعية للحرب على غزة في أسبوعها الرابع - ملخص اقتصادي حول الحرب على غزة العدد 4
بينما يتواصل ويتصاعد العدوان الحربي الإسرائيلي ضد قطاع غزة وأهله الصامدون، مستهدفاًً بذلك الشعب الفلسطيني أينما وجد، وأمام المآسي الإنسانية الكبرى المتراكمة في غزة والخسائر البشرية المهولة التي لا تتوقف عن التراكم يوما بعد يوم، قد تبدو الأبعاد الاقتصادية لهذه الأحداث شأناًً ثانوياًً والتفكير بها ترفاًً. مع إتمام الحرب أسبوعها الرابع دون أي وضوح حول مداها الزمني ونتائجها العسكرية والجيو-سياسية المحتملة، تصبح كذلك محاولة حصر تكلفتها، أو قيمة الخسائر المحتملة، عملية مشكوكا بجدواها اليوم، بل بملائمتها كونها افتراضية وأكاديمية في وقت لا يزال الأطفال يسقطون والدماء تسيل.
بالتالي من الممكن في هذه المرحلة المبكرة فقط تحديد وحصر أبرز الآثار المتوقعة على الاقتصاد الفلسطيني جراء الحرب وتبعاتها، وطبيعة الصدمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الجارية والقادمة، التي لا بد من التهيؤ لمواجهتها والاستجابة لأثارها. ذلك ناهيك عن النقاش حول إعمار غزة وجعلها آهلة في أعقاب هذه الكارثة، الذي بدوره أيضاًً مبكرٌٌ التفكير به، خاصة في خضم ما يروج له إسرائيلاً وأميركياًً حول ترتيبات “حوكمة” القطاع فيما يسمى ب “اليوم التالي”. سيحدد مسار ذلك الموضوع الشائك والمصيري نتائج الحرب الميدانية ومدى تحقيق أو إفشال أهداف إسرائيل المعلنة في تدمير/إزالة/إنهاء حكم حماس في قطاع غزة، وهي نتائج لا يمكن التكهن بها أصلاًً.
لتسهيل مهمة التمسك بمختلف التأثيرات الحاصلة والمتوقعة، بات من الضروري فصل التشخيص الخاص بقطاع غزة عن ذلك الخاص باقتصاد الضفة الغربية ومناطق فلسطينية مجاورة )القدس المحتلة والداخل المحتل العام 1948 (، حيث أنها ستُُخضع جميع هذه المناطق التي يقطن فيها 7 ملايين فلسطيني إلى عدد من الصدمات المشابهة والسياسات الاقتصادية المعادية والعنصرية الإسرائيلية، مع الفارق الكبير بين ما يحصل في قطاع غزة وفي بقية مناطق فلسطين.