المراقب الاقتصادي - استمرار مشهد الدمار الاقتصادي والاجتماعي - العدد 82
في الربع الثاني 2025 ، لا يزال مشهد الحرب يخيم على الحالة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأكملها منذ 2023 . مع
انتظار الوصول إلى اتفاق يقضي بوقف دائم لإطلاق النار، يعاني الفلسطينيون من حصد المزيد من النكبات والمآسي الناجمة عن الدمار البشري والاقتصادي والمادي غير المسبوق في قطاع غزة، وتشديد الخناق على الضفة الغربية. ما أدى ذإلى تكبيل النشاط الاقتصادي وتعميق الاختلالات الهيكلية في بنية الاقتصاد المحلي، وانحسار الدخل وعدم توازنه مع تكاليف المعيشة. وكما هو الحال منذ بدء العدوان الإسرائيلي، يستعرض المراقب الاقتصادي في عدده ال 82 آثار صدمة الحرب وعدم اليقين التي يعيشها الاقتصاد المحلي.
يرصد القسم الأول من هذا العدد التطورات الاقتصادية في الربع الثاني 2025 ، التي تشير إلى استمرار التداعيات السلبية للحرب على الاقتصاد الفلسطيني. وكما توضح البيانات الربعية، ما زالت مستويات الطلب والإنتاج منذ بدء الحرب أقل من المستويات المسجلة عشية الحرب )الربع الثالث 2023 (، رافقها ارتفاع في معدلات البطالة والتضخم عن المسارات شبه الثابتة ما قبل الحرب.
أما القسم الثاني، فيتناول في خمسة صناديق أبرز التطورات على الساحة الاقتصادية والمحلية. يلخص أولها أبرز ما جاء في تقرير البنك الدولي الصادر في أيلول 2025 ، الذي أشار في بدايته إلى نقطة مقلقة للغاية؛ ألا وهي أن الحرب أحدثت تدهوراًً كارثياًً في النسيج الاقتصادي والاجتماعي داخل الأراضي الفلسطينية، ما محا إنجازات التنمية المتواضعة التي استمرت لأكثر من 15 عاماًً، ومهد لدخول الأراضي الفلسطينية في أزمة عميقة ستكون لها تداعيات على الاستقرار، والرفاه البشري، والقدرة على التعافي في المستقبل. فيما تناول الصندوق الثاني تقرير مؤسسة «أوكسفام » الدولية الصادر في شهر أيلول 2025 ، الذي سلط الضوء على التواطؤ الخارجي في توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية عبر التجارة معها وتمويلها. أما الصندوق الثالث، فقد استعرض أبرز ما جاء في دراسة أصدرها المعهد حديثاًً بعنوان «الاستيطان وخسائر الاقتصاد الفلسطيني منذ النكبة »، حيث توفر الدراسة مرجعية بحثية لتشخيص الاستيطان، وكلفته الاقتصادية والاجتماعية.
استعرض الصندوق الرابع نتائج دراسة حديثة نشرت في مجلة لانسيت الطبية الدولية في مطلع شهر تشرين الأول 2025 حول سوء التغذية لدى الأطفال في قطاع غزة، وقد خلصت الدراسة إلى أن عامين من الحرب أديا إلى عواقب صحية جسيمة لعشرات الآلاف من الأطفال في جميع أنحاء القطاع، ما ألقى عبئاًً كبيراًً على الجهاز الصحي. أما الصندوق الخامس والأخير، فقد حمل عنوان «الكينزية التدميرية: كيف أجهضت إسرائيل التوقعات الاقتصادية؟ »، وتم خلاله نقاش أحجية عدم تأثر الاقتصاد الإسرائيلي سلباًً بالحرب، استناداًً إلى مقال نشر في مجلة «جاكوبيان » اليسارية.
ختاماًً، يتوجه المعهد بالتقدير للشركاء الثلاثة القائمين على إعداد المراقب ودعمه، وإلى فريق البحث على إسهاماته العلمية ومتابعته الدقيقة لمجريات
الاقتصاد الفلسطيني، ولأبرز تطوراته الحديثة.