قراءة نقدية لخطط “رأسمالية الكوارث” في قطاع غزة - ملخص سياساتي (8)
تناقلت وسائل الإعلام الدولية مؤخرا رؤيةً الإدارة الأمريكية لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب، وهي خطةٌ لا تزال مصادرها ومعدوها غامضين. وبينما تتضمن الخطة المذكورة تطهيرا عرقيا منظما وممولا واسع النطاق، يمكننا رصد العديد من سماتها المالية والاقتصادية والإدارية في ثلاث "خطط" نُشرت خلال العام الماضي من قِبل "مراكز أبحاث" إسرائيلية وأمريكية وعربية، يُزعم بأنها لـ"خبراء تخطيط". وكما هو موثق في تقرير صدر حديثا عن معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) نوقش في يوم دراسي في تموز من هذا العام، فإن هذه المقترحات وغيرها من المقترحات المطروحة من مصادر دولية تندرج تحت إطار "مخططات رأسمالية الكوارث"، والتي تتعامل مع "انهيار غزة" كفرصة لإعادة رسم السياسة والاقتصاد وفقا لمعايير ليست في صالح السكان الفلسطينيين. كما يشير المدير العام لمعهد "ماس: "فقد تم تطبيق هذه المبادئ في سياقات استعمارية عالمية جديدة متعددة، وكان آخرها خطة "بريمر" لنقل السلطة التي فرضتها الولايات المتحدة في العراق، مع نموذج حكم مماثل في عهد توني بلير تحركه قوى معادية لقطاع غزة".
مستندا لقراءة أولى لأحدث إصدار من الوثيقة، والتي يبدو أنها استندت إلى عدد من الخطط المنشورة سابقا، علق الخالدي بأن الخطة "تتضمن رؤية لهلوسات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول إخضاع قطاع غزة للسيطرة الإسرائيلية، بالإضافة لمخططين آخرين من هذا القبيل، يعتمدان أساسا على انتزاع أراضي قطاع غزة وتطهيره عرقيا تحت إشراف اتحاد مالي دولي، يتعامل مع هذا الجزء الذي لا يتجزأ من فلسطين بسكانه الملونيي نسمة كهدف مشروع لمثل هذه المخططات المالية الجشعة والاستغلالية".
بهدف إلقاء المزيد من الضوء على الخطط المطروحة، يعيد معهد ماس نشر أجزاء من تقريره للجمهور العام مركزا على خطتين من الخطط السابقة التي استندت إليها الوثيقة الأشمل المطروحة في الصحف هذا الأسبوع، والتي تُحلل كلا منهما بصورة منهجية:
- مقترح طرحه أكاديمي أمريكي، تبناه جاريد كوشنر (صهر ترامب) العام 2024، وكما يبدو فهو الأساس للمقترح الأول الذي قدمه ترامب في شباط 2025 لـ"سيطرة" الولايات المتحدة على قطاع غزة.
- مقترح مُماثل أعده مركز أبحاث إماراتي، والذي يتصور قطاع غزة مملوكا ومُدارا لمدة 50 عاما من قبل اتحاد مالي دولي وقوى تابعة.