فاعلية تقديم الخدمات الأولية (صحة، تعليم، صرف صحي) للتجمعات البدوية والمناطق النائية - ملخص سياساتي (7)
عقد معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) لقاء الطاولة المستديرة الخامس لهذا العام بعنوان: “فاعلية تقديم الخدمات الأولية (صحة، تعليم، صرف صحي) للتجمعات البدوية والمناطق النائية”، وقد مولت هذه الورقة بدعم من مؤسسة هينرش – بول (فلسطين والأردن)، وتمت بمشاركة مجموعة من المختصين وذوي الخبرة والمهتمين. عُُد التجمعات البدوية من الفئات السكانية الأكثر هشاشة في الضفة الغربية، والتي تقع بالكامل في المناطق المصنفة (ج) والتي تتوزع على مختلف محافظات الضفة الغربية. ويعتمد الاحتلال على سياسة التوسع الاستيطاني الممنهج، المتمثلة في إقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية العشوائية التي تسارعت وتيرة توسعها في الآونة الأخيرة، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر عام 2023 ، من خلال الاستيلاء التدريجي على الأراضي الفلسطينية ضمن قرارات المصادرة المستمرة لها على اختلافها.
يعتمد البدو في حياتهم على تربية المواشي كمصدر دخل أساسي، لكنها لم تسلم من الاعتداء عليها بالسرقة مرة وتضييق الخناق عليهم بتقليل المساحات الرعوية مرة أخرى، ما يجبرهم على شراء الأعلاف، الأمر الذي يكبدهم خسائر مادية عند شرائها وإيصالها لتجمعاتهم. يواجه السكان البدو حرمانا شديدا من الخدمات الأساسية، مما أدى إلى تردي أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، والصحية حيث رُُموا من حقهم في الحصول على مياه صالحة للشرب والوصول إليها على حد سواء. ومنعوا من تمديد شبكات الكهرباء، وخدمات الصرف الصحي، و جُُبروا على العيش في مساكن مؤقتة تحت التهديد الإسرائيلي الدائم بالهدم. كما تمنع قوات الاحتلال بناء المدارس والعيادات الصحية وترفض ترخيصها، وإن وجدت غالبا ما تهدم، حتى لو أقيمت بتمويل دولي، وهذا كله يفاقم معاناة مختلف شر ائح المجتمع من أطفال ونساء ورجال، ويحرمهم أبسط حقو قهم في العيش بكرامة.