فاعلية تقديم الخدمات الأولية (صحة، تعليم، صرف صحي) للتجمعات البدوية والمناطق النائية - جلسة طاولة مستديرة 5

الكاتب: معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس)
السنة: 2025

تُُعدّّ التجمعات البدوية في الضفة الغربية من أكثر الفئات السكانية عرضة للتهميش والإقصاء البنيوي، حيث تتمركز غالبًًا في المناطق المصنفة (ج) التي تشكل أكثر من 60 % من مساحة الضفة الغربية، 1 وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية كاملة. 2 ضمن هذا السياق، تواجه هذه التجمعات تهجيرًًا قسريًًا متزايدًًا، وتتعرض لسياسات ممنهجة تعيق تطورها وتمنعها من الحصول على الحد الأدنى من الخدمات الأساسية. وقد تصاعدت هذه السياسات بعد السابع
من أكتوبر 2023 ، حيث سُُجل تهجير 47 تجمعًًا رعويًًا خلال أقل من عام، ضمن حملة استيطانية تتسم بالعنف، 

وتحظى بحماية مباشرة أو تغاضٍٍ رسمي من قوات الاحتلال. ولا يقتصر التهديد على فقدان الأرض فحسب، بل يمتد إلى تدمير مقومات الحياة اليومية، إذ تُُحرم هذه المجتمعات من الوصول إلى المياه، الكهرباء، التعليم، والصحة. كما متُم نع من بناء المدارس أو العيادات، حتى إن كانت ممولة من منظمات دولية، وتواجه منشآتها تهديدات دائمة بالهدم. بالتوازي، تُُضيََّق مساحات الرعي، ويُُصادََر أو يُُهاجََم مصدر رزقهم الأساسي: المواشي. وهكذا، تتجلى سياسات الاحتلال في مزيج من النفي البيئي، والاجتماعي، والاقتصادي، لا يهدف فقط إلى الطرد المكاني، بل إلى تفكيك أسس البقاء اليومي. 

تهدف هذه الورقة إلى تحليل مدى فاعلية الخدمات الأساسية المقدّّمة للتجمعات البدوية والمناطق النائية في الضفة الغربية، وخاصة في مجالات الصحة، التعليم، والصرف الصحي. وتسعى إلى فهم مدى توافر هذه الخدمات، ونوعيتها، واستمراريتها، في ظل القيود التي يفرضها الاحتلال، كما تسلط الضوء على التفاوت الصارخ بين هذه التجمعات والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة. لا تدّّعي الورقة تقديم حلول شاملة، بل تسعى إلى رسم خريطة دقيقة لحالة الحرمان الممنهج، واقتراح تدخلات عاجلة لتحسين واقع هذه التجمعات على المدى القريب، وتعزيز صمودها على المدى البعيد.

مرفقات
ورقة خلفية : فاعلية تقديم الخدمات الأولية (صحة، تعليم، صرف صحي) للتجمعات البدوية والمناطق النائية