طاولة مستديرة رقم (8) - نحو موائمة فعالة لمخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل في فلسطين
نقص المهارات وفجوتها ظاهرة عالمية بدأت بالانتشار في جميع الدول المتطورة والنامية مع ولوج الثورة الصناعية مرحلتها الرابعة في ستينيات القرن الماضي. وهي آخذة في الاتساع والتسارع بسبب عجز منظومة تأهيل الموارد البشرية عن تسليح الفتيات والفتيان بمهارات الوظائف الجديدة الناشئة بتأثير التطور التكنولوجي المتسارع في القطاعات والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية كافة. وبرز ذلك في ظاهرة أتمتة الإنتاج واستخدام الروبوت والذكاء الاصطناعي، وإحال الآلات مكان العمل البشري بشكل متسارع، واختفاء الكثير من الوظائف وولادة وظائف جديدة، ما وضع القوى العاملة والمشغلين لها أمام تحديات، حيث أضحت القوى العاملة التي حلت الآلات مكانها مضطرة للارتقاء بمهاراتها، أو تعلم مهارات جديدة للفوز بفرص العمل الشحيحة. أما المشغلون، فباتوا مضطرين لتدريب بعض العاملين لديهم، وتسليحهم بمهارات تشغيل التقنيات الجديدة، و/أو لشغل الوظائف الجديدة الناشئة في مؤسساتهم. وتشير البيانات والدراسات التي تتابع ظاهرة نقص المهارات وفجوتها، إلى أن الجهود التي بذلت لكبحها في العديد من الدول، لم تؤثر على اتجاهات مسار تطورها الصاعد بعد. وأن التوقعات المستقبلية ت نُبئ بتحولها إلى أزمة اقتصادية اجتماعية غير مسبوقة، من حيث تأثيرها السلبي على سوق العمل، وعلى النمو الاقتصادي والتنمية في سائر الدول.